اقمار الحب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اقمار الحب

    خلق ادم عليه السلام

    meshtawey
    meshtawey
    Admin


    المساهمات : 18
    تاريخ التسجيل : 27/06/2009
    العمر : 38
    الموقع : https://a7snnas.gid3an.com

    خلق ادم عليه السلام Empty خلق ادم عليه السلام

    مُساهمة  meshtawey الإثنين يونيو 29, 2009 8:35 pm

    يقول الله سبحانه وتعالى { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا
    لِيَعْبُدُونِي(56)} الذاريات . الله سبحانه وتعالى لماذا خلقنا لماذا خلق
    أبونا آدم عليه السلام ؟ خلقنا لنعبده وهو عز وجل غني عن عبادتنا له ،
    ونحن الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد ، والله غني عن الخلق عز وجل
    ، وتبدأ القصة في خلق آدم عليه السلام .

    لما أراد الله سبحانه وتعالى أن يخلق آدم أمر بتربة من الأرض فرفعت إلى
    الله في الحديث الذي يرويه الإمام أحمد والترمذي وابن حمدان وغيرهم أن
    الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنوا آدم على قدر الأرض
    فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وغير ذلك والخبيث والطيب والسهل والحزن
    وبين ذلك .

    اختلاف البشر في أشكالهم وألوانهم وطباعهم هو من أصل اختلاف الأرض في
    ألوانها وطبيعتها وخليقتها وهذا الخلق بدأ بهذا التراب ثم بُل التراب
    فجُعل طينا ولذلك جاءت في الآيات أنه من تراب ومرة أنه من طين ، قال تعالى
    :{ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ
    طِينٍ(71)} ص . - الطين هو التراب المبلل - ثم شكله الله سبحانه وتعالى
    بيديه الكريمتين ، وجاء هذا في الآية فيما خلقت بيدي فالله سبحانه وتعالى
    ما وكل خلقه إلى الملائكة وإنما خلقه وصوره بيديه فشكله في صورة إنسان –
    تمثال - وتُرك هذا الطين مدة حتى جف فصار صلصال أسود مٌصور كالفخار -
    الفخار الحمى الذي تصنع منه الجرار - فهذا أصل الإنسان .

    يقول سبحانه وتعالى { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ
    مِنْ حمأ مَسْنُونٍ(26) } الحجر . إذا لا تناقض للآيات آية تقول تراب وآية
    تقول طين ، آية تقول صلصال ، آية تقول حمأ مسنون ، كلها سلسله صنعه بهذه
    الطريقة يقول سبحانه وتعالى { وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ
    صَوَّرْنَاكُمْ (11)} الأعراف .ويقول عز من قائل { وَلَقَدْ خَلَقْنَا
    الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ(26) }الحجر . وجاءت
    الآيات تشير إلى هذا ، وكان هذا في آخر ساعة من ساعات يوم الجمعة ، أما
    شكله هذا التمثال لما خلق فجاءت الأحاديث يرويها البخاري والإمام أحمد .

    خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ستين متر يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-
    فما زال الخلق ينقص منذ ذلك الزمان والبشر قامتهم تقصر كل جيل يكون أقصر
    من الجيل الذي قبله ، فأول الخلق وأطول الخلق هو آدم عليه السلام ستون
    ذراعا في السماء وأهل الجنة كلهم بطول آدم يدخلون الجنة بهذا الطول ، وجاء
    في حديث يرويه الإمام أحمد وتفرد به أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصف
    طول آدم وأنه ستون ذراع وعرضه سبعة أذرع إذا مخلوق ضخم عملاق ستين متر في
    سبع أمتار وجاء في الحديث الذي يرويه الإمام مسلم في صحيحه والإمام أحمد
    في مسنده وغيرهما أنه لما خلق الله -سبحانه وتعالى- آدم شكله ما نفخ فيه
    الروح تركه مدة وفي الحديث لما خلق الله آدم تركه ما شاء أن يدع فجعل
    إبليس يطوف به تعجب ولما رآه أجوف تركه مفتوح من داخل عرف أنه خلق لا
    يتمالك وفي هذا إشارة على أن الجن ليس فيهم جوف كالأنس من داخلهم مجوف
    وعرف انه خلق لا يتمالك ليس به قوة فارغ من الداخل ثم أن الله سبحانه
    وتعالى لما خلقه بهذه الصورة فسرت لنا الأحاديث ما فعل معه إبليس جاء عن
    ابن عباس -رضي الله عنهما- بما يرويه الطبري يقول ابن عباس أمر الله تعالى
    بتربة آدم فرفعت فخلق آدم من طين لاصق من حمإ مسنون وإنما كان حمإ مسنون
    بعد التراب فخلق منه آدم بيده فمكث أربعين ليلة جسدا ملقى ما فيه روح فكان
    إبليس يأتيه فيضربه برجله فيصلصل فيصوت فهو قول الله تعالى من صلصال
    كالفخار ومرت الملائكة بآدم وهو ملقى صلصالا ففزعوا منه لما رأوه وكان أشد
    من فزع إبليس فكان يمر به على آدم فيضربه فيصوت الجسد كما يصوت الفخار
    فيقول إبليس لأمر ما خُلقت ثم يدخل من فيه ويخرج من دُبره فقال للملائكة
    لا ترهبوا من هذا لإن سُلطت عليه لأُهلكنه ولئن سُلط علي لأعصينه فتعجب
    لماذا خُلق ومن أولها وقعت العداوة عنده ضد آدم عليه السلام ثم نفخ الله
    تعالى الروح في آدم وجاءت في ذلك الآيات الكريمات { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ
    وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ(29)} الحجر . نفخ
    الله عز وجل في آدم من روحه وفي الآية الأخرى { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى
    عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ
    كُنْ فَيَكُونُ(59)} آل عمران . خلقه من تراب خلقه بيديه ثم نفخ فيه الروح
    وجاء في الحديث عن تفصيل نفخ الروح في آدم عليه السلام لما نُفخ فيه الروح
    ودخلت الروح في رأسه - وصلت الروح في البداية إلى رأسه - عطس فقالت
    الملائكة قل الحمد لله فقال الحمد لله فقال الله عز وجل رحمك ربك فمن أول
    شيء قبل أن يكتمل الروح فيه نزلت عليه الرحمة من الله سبحانه وتعالى فلما
    دخل الروح في عينيه ونظر إلى ثمار الجنة بدأ يتأمل في الثمار ولما وصلت
    الروح إلى جوفه اشتهى الطعام قبل أن تصل الروح إلى رجليه فوثب يريد أن
    يأخذ الطعام قبل أن تبلغ الروح رجليه عجلان إلى ثمار الجنة فذلك قول الله
    تعالى {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا
    تَسْتَعْجِلُونِي(37)} الأنبياء . قبل أن تنفخ الروح في رجليه يريد أن
    يقفز إلى الثمار ، فلما اكتمل خلقه مسح الرب عز وجل على ظهره فخرج من ظهره
    ذريته إلى يوم القيامة - كل ذرية آدم خرجت من ظهره - جاء هذا في أحاديث
    الصحاح وفي آيات كريمات عن مسلم بن يسار أن عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه-
    سُئل عن هذه الآية { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ
    ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ لما أخرجهم الله سبحانه وتعالى مسح على ظهر
    آدم فخرجت منه ذريته { وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ
    بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
    إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ(172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا
    أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ
    أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ(173) } الأعراف . سئل عمر
    ابن الخطاب -رضي الله عنه- عن هذه الآيات فقال : سمعت رسول الله -صلى الله
    عليه وسلم- قال إن الله خلق آدم ثم مسح على ظهره بيمينه فاستخرج منه ذريته
    فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون وخلقت هؤلاء للنار وبعمل
    أهل النار يعملون فقال رجل يا رسول الله ففيم العمل إذا كان الأمر مقضي من
    ذلك الزمان لماذا نعمل ونتعب فقال إن الله تبارك وتعالى إذا خلق العبد
    للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من عمل أهل الجنة ويدخله
    الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله لعمل أهل النار حتى يموت على عمل من
    عمل أهل النار فيدخله النار كل ميسر لما خُلق له في النهاية الإنسان مختار
    وكل ميسر لما خُلق له وهذا من معاني القدر العميقة . لما خلق الله -سبحانه
    وتعالى- آدم وبث فيه الروح أمر الملائكة بالسجود وأمر معهم أيضا إبليس
    فالأمر لم يكن فقط للملائكة وانما أيضا كان لإبليس كما جاءت الآيات يقول
    الله سبحانه وتعالى { وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ
    قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ
    لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ(11)قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ
    إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ
    وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ(12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ
    أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنْ الصَّاغِرِينَ(13قَالَ
    أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ(14) قَالَ إِنَّكَ مِنْ
    الْمُنظَرِينَ(15)قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ
    صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ(16)ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ
    أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ
    وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ(17)}الأعراف .



      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 2:22 am